من أوراق زوجة مضطهدة
عالم الأسرة » هي وهو
14 - ربيع الآخر - 1426 هـ| 23 - مايو - 2005

زوجي الحبيب:
سهم أصاب قلبي حين دخلت الغرفة وفتحت الخزانة لأتناول محفظتي فوجدتها مفتوحة وما فيها قد فقد.
لا أخفيك حينها أني صدمت وتمنيت لو أن المال قد سرق من أن تكون أنت من أخذته، وجمني الخجل في أن أخبرك بامتعاضي فسألتك بحياء افتقدته أنت؛ هل أنت من أخذت المال فزدت خجلي بإجابتك " وهل هناك فرق بيننا؟!"
سبقت مشاعري لك استغرابي منك وأجبتك لا.. وكنت آمل أن يأتي الشهر القادم فلا يحصل الأمر ذاته لكنك خيبت أملي لمرات ومرات.
كان علي أن أعرف منذ أتيت لخطبتي أنك لم تكن تبحث عن زوجة تسكن إليها، عن أم لأطفالك، إنما عن مصدر مال يصلك كل آخر شهر من غير جهد أو تعب منك.
لم تحرص حينها على التعرف إلي، إلى أفكاري، طباعي، كان كافياً بالنسبة لك إرسال أختك إلى المدرسة التي أعمل بها للاطمئنان على مستقبلي الوظيفي وراتبي الشهري. ولم يكن مستغرباً بعدها أن تصرخ في وجهي رافضاً رغبتي بالاستقالة من العمل الذي أتعبني مع مسؤولياتي كزوجة وأم.
زوجي الحبيب: أنا لا أنكر أن الحياة تصبح أجمل والعلاقة تغدو أعمق عندما يكمل أحدنا الآخر فلا فرق بيننا، لكنك تنكر علي حقي في تعبٍ وجهدٍ أبذله طيلة شهر كامل يصل ثمنه إلى جيبك في ثانية واحدة.
لعلك لم تفكر في تلك المرأة التي تنتظر ثمن جهدها لتستمتع به، تشتري ما ترغب به.. فلا يخفى عليك أن هواية المرأة في الشراء تفوق رغبة وقدرة الرجل عليها لكن الأمر يجب أن يختلف عند الرجل عندما يكون لزوجته عمل وراتب تتقاضاه عن جدارة فلها الحق حينها في أن تفعل به ما تشاء حتى وإن رمته في البحر.
قال المنادون بتحرر المرأة إن العمل يعطي المرأة استقلالاً اقتصادياً، وأرى من خلال تجربتي وتجربة نساء كثيرات غيري أن كلامهم ليس إلا كذبة كبيرة وأننا عدنا إلى عصر الاستعباد نسخر ونساق للعمل لنسلم راتبنا آخر الشهر إلى أسيادنا.
وأياً كانت العبارات أو التسميات التي يخفي خلفها الرجال سطوهم على ما هو من غير حقهم فالنتيجة واحدة ولعلك نسيت وأنت تأخذ مالي قول رسول الله (لا يحل مال مسلم إلا بطيب نفس منه) فانظر إلى مالي الحلال الذي يغدو حراماً عندما تأخذه مني بهذه الطريقة.
أنا لا أنكر أن على المرأة أن تساعد زوجها وتقف إلى جانبه إن اقتضى الأمر، لكن ألا يصبح ذلك فرضاً وواجباً عليها لا تجد منه مهرباً، ودعني أهمس في أذنك شيئاً كتمته عنك لمدة طويلة إن المرأة تحترم الرجل الذي ينفق عليها لا الذي يعيش على (قفاها) كما يقول إخواننا المصريون.
زوجتك المضطهدة